الأحد، 25 أغسطس 2019

أساطير الخلق اليونانية



من المهم كي نتعرف على الديانة اليونانية الوثنية أن نفهم و نعرف أساطيرها , من أهم تلك الأساطير هي أسطورة الخلق و التي لها أكثر من نسخة , سنورد هنا أشهر نسختين منها.
1- أسطورة الخلق حسب هيسيود (الثيوغونيا - نسب الآلهة) :

في البدء كان هناك خاوس (كايوس) العدم الأول , من خاوس انبثقت غايا (الأرض) , إيروس (الحب) , آبيس (الهاوية - أو تارتاروس) و إيريبُس (الظلمة الأولية).
ثم أنجبت غايا بنفسها أورانوس (السماء) الذي لاحقاً قام بإخصابها , و أنجبت غايا منه ستة عمالقة هم :
الذكور : كويوس , كريوس , كرونوس , هايبيريون , آيابِتُس , أوشينوس
الإناث : منيموزين , فيبي , ريا , ثيا , ثيميس , تيثيس

كان آخر المواليد هو كرونوس (الوقت) الذي بعد إنجابه قرر كل من غايا و أورانوس عدم إنجاب مولود بعده.

في ذاك الوقت كان أوروانوس جالساً على عرشه كملك للآلهة , لكن بعد أن كبر كرونوس قام بأخذ العرش من أبيه بعد أن تمرد عليه و أصبح هو ملك الآلهة مع زوجته و شقيقته ريا.

خاف كرونوس أن يقوم أحد أبنائه بالتمرد عليه كما فعل هو مع والده (غالباً حد ذلك بسبب نبوءة) لذلك كلما وُلد له مولود كان كرونوس يقوم بابتلاعه و كان أولاد كرونوس من ريا هم :

الذكور : بوسايدون , هاديس , زوس
الإناث : هيستيا , ديميتر , هيرا
و كان آخر المواليد هو زوس.

ريا كانت تكره ما يفعله زوجها لذلك عندماوُلد مولودها الأخير زوس خبأته و قامت بلف أحجار مكانه على أنها الرضيع , فقام كرونوس بابتلاع الأحجار بدل زوس الذي خبأته والدته حتى كبر و اشتدت قوته قدم لوالده بشكل متخفٍ شراباً مخدراً أدى إلى تقيوئه لأبنائه الذين ابتلعهم , ثم قاد زوس حرباً ضد العمالقة سميت بـ Titanomachy
أدت إلى انتصار جيل الإله زوس الذي أصبح ملك الآلهة و سكن مع بقية الآلهة الأولمبيين على جبل أولمبس.

كان هذا اختصاراً للنسخة الهيسيودية , و نفهم منها نظرة اليونانيين القدماء للعالم , فالعالم وصل للاستقرار الذي نعرفه اليوم في قوانين الطبيعة بعد عدة أجيال :

الجيل الأول هو جيل الآلهة الأولية التي شكلت عناصر الخليقة (الأرض , السماء , المحيط و غيرهم...) و كانت الحياة خلال هذا الجيل بسيطة و بدائية

الجيل الثاني هو جيل العمالقة , المخلوقات الكبيرة تحكم العالم و القوي يأكل الضعيف و لم يكن هناك فرصة لوجود البشر حينها

الجيل الثالث هو جيل الأولمبيين , نظام الحياة تم إرساؤه و الطبيعة استقرت أكثر و أصبح الوضع مناسباً لخلق الإنسان الذي تم خلقه في هذا الجيل و بدأت الحضارات بالنشوء

2- أسطورة الخلق الثانية :

في البدء كان هناك ظلام دامس , لم يكن في ذلك الظلام سوى نيكس (الليل المظلم) , طائر بجناحين أسودين , بفعل الرياح وضعت نيكس بيضة ذهبية , و لأجيال كثيرة جلست نيكس عليها , ثم أخيراً بدأت الحياة ترتعش فيها و انبثق منها الإله إيروس (الحب) , ثم ارتفع نصف قشرة البيضة إلى الأعلى و أصبح السماء , أما النصف الآخر أصبح الأرض , سمى إيروس السماء أورانوس , و الأرض أعطاها اسم غايا , ثم إيروس جعلهما يقعان بالحب و بدأا بالإخصاب.

ثم تستمر القصة على نفس السياق السابق.

و نلاحظ في القصتين عناصر مهمة , مثلاً انبثاق الكل من العدم , و رغم أنني لست من رواد المقاربة بين الأساطير و العلم إلا أن الأمر مثير للاهتمام لأن من يتابع و يقرأ في الفيزياء الكونية و خاصة كتب مثل (كون من لا شيء) يلاحظ السمة ذاتها الحياة أو الوجود كان مختزلاً في العدم , و كان يحتاج فقط للتحفيز كي يأخذ أشكاله العديدة.

و كذلك في القصتين الحب موجود منذ البدء لكي تستطيع المكونات إخصاب بعضها , و خاصة السماء و الأرض (السماء تمطر على الأرض فتخصبها و تلد الأرض كما يحدث في عملية الجماع بين الذكر و الأنثى).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق