الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

فائدة غياب التشاريع في الديانات الوثنية

الديانات الوثنية هي ديانات غير شرائعية ، بمعنى أنها لا تحوي شرائع تلزم معتنقيها بها.

فلا تحليل و لا تحريم و لا فرض نموذج حياة اجتماعي يجب الامتثال به ، بل إن كل هذه الأمور هي مسائل قوانين مدنية تخص الدولة نفسها و ليس الدين.

بالطبع ، قديماً وجدت سلطات وثنية دينية لكن ذلك لأن نظام الحكم كان ثيوقراطياً (حكم الدين) و تركز غالباً في المدن و العواصم حيث استعمل الدين كأداة سياسية بينما أمن أهل القرى الذي كانت وثنيتهم أقرب إلى الطبيعة من هذا الأمر ، لا يمكننا التعميم لكن على كل حال عندما تغير نظام الحكم إلى مدني تماشت الوثنية معه و لم تجد نفسها مضطرة إلى الوقوف بوجه مسيرة تطور البشر الحضارية التي رافقتها خطوة بخطوة ، و أكبر مثال على ذلك اليابان التي يعتبر فيها الإمبراطور من نسل إلهة الشمس آماتيراسو و كان له سلطة دينية و سياسية قديماً لكن الآن لا يمتلكهما أبداً.

على المستوى الفردي تعتبر الديانات الوثنية صديقة للفئات المضهدة دينياً كالنساء و الأقليات كالمثليين جنسياً ، لذلك و بدل أن يجد أحد أفراد تلك الفئات نفسه متخبطاً و مضطراً للاختيار بين دينه و بين تقبل ميوله الجنسي (على سبيل المثال) لأن دينه يحرمه ، فإن الوثنية تؤمن بيئة روحية صديقة حيث يمكن للشخص أن يختار كليهما بسهولة ، لأن الروحانية في النهاية هدفها الإرتقاء بالناس و ليس من المفترض أن تعيق الناس عن المضي قدماً في حياتهم.

و بالتالي فإن غياب التشاريع يؤمن وجود مجتمع مسالم و بيئة صديقة ليس فيها تكفير و اتهام بالهرطقة و إدخال الناس بتخبطات هم بغنى عنها ، وجود تشاريع في الدين هو بمثابة جلب نظام حكم ثيوقراطي في عالم مدني.

هناك تعليق واحد:

  1. مشروعك الوثني احترمه لكن المشكلة هي يساريته او ليبراليته الزائدة.

    الوثنية بها إيجابيات كثيرة كتب عنها نيتشه و وارثيه امثال جولياس إيفولا و جوناثان باودن.
    المشكلة انك تصبغ الوثنية بعقلية و افكار و مبادء سياسة حديثة.

    مثلا فكرة ان الوثنية كانت متساهلة مع المثليين مبالغة او ان الوثنية اقرب للانوثة او التسامح… كلها مبالغ بها

    القرف من المثليين كان موجودا عند الروم قبل المسيحية و عند العرب ايضا وحتى عند اليونانيين الاكثر تساهلا مع هاذا الامر كانوا يعتبرونه انحرافًا أخلاقيًا.

    هاذي الادعائات بالغ بها الحقوقيين المثليين

    الحقيقة هو ان اقرب شئ للوثنية الرومانية اليوم هي الكاثوليكية، والكاثوليكية اقرب بكثير من وثنية الروم مقارنة بال"وثنيون الجدد".

    والشئ نفسه مع الاسلام و وثنية العرب قبل الاسلام

    ردحذف