الاثنين، 12 مارس 2018

نهضة الأديان الوثنية

شهدت العقود الماضية موجة إحياء للأديان الوثنية الأولى مثل الهلينية في اليونان و الكيميتية المصرية لدى الغربيين من أصول أفريقية و الآساترو لدى النورديين (الدول الإسكندنافية) و  الديانة الكنعانية القديمة لدى المشرقيين و حركة إحياء خفيفة للوثنية في شبه الجزيرة العربية و ظهور أديان وثنية جديدة مثل الويكا

فمثلا
سيتم افتتاح معبد وثني في آيسلندا هذا العام /2018/ كما اعترفت الحكومة اليونانية بالديانة الهيلينة كديانة رسمية فيها العام السابق مع افتتاح معابد يونانية جديدة ، و كذلك بدأ الكثير من محبي الديانة الرومانية (روما القديمة) باعتناقها ، أما الكيميتية (الديانة المصرية القديمة) فقد انتشرت بكثرة و عبادة الآلهة المصرية تتزايد يوميا و هناك مؤسسات كيميتة ترعى شؤون معتنقيها ، في بريطانيا هناك رواج كبير للدرويدية (ديانة وثنية جديدة) و للويكا التي ظهرت فيها كذلك ، مع عودة كثير من الأفارقة للديانات التقليدية قبل المسيحية مثل اليوربا.
في حين احتفظت الصين و الهند و اليابان و كوريا الجنوبية و بعض الدول المجاورة بتقاليدها الوثنية منذ آلاف السنين و حتى الآن.

لماذا حظيت الأديان الوثنية بهذا الرواج ؟




 في عالمنا الحديث الإلكتروني و البيروقراطي و كثرة الأعمال المكتبية و إفناء الوقت في سبيل تحصيل لقمة العيش و ساعات العمل الطويلة و الصراعات و الحروب نجد قسمين أساسيين من الناس يختلفان حول مفهوم الروحانية.

اللادينيون و معتنقوا الأديان الإبراهيمية.

اللادينيون و خاصة الملحدون (الذين يلقون قبولا لدى الوثنيين فهم لا يعتبرون كفارا أو ما شابه ذلك) ابتعدوا عن الروحانية تماما و انشغل معظمهم بالعلم و العمل ، و رغم أن هذا شيء يستحق التقدير و الثناء إلا أن كثيرا منهم أصبحوا متعصبين تماما كما هم الدينيون المتعصبون فكل ما لا يطابق نهجهم (المنهج العلمي - سيتم التكلم عنه لاحقا) ينكرونه تماما بل و قد يتهجمون عليه.

أما القسم الآخر الأكبر فهم معتنقوا الأديان الإبراهيمية ، الذين ربط الكثير منهم الإيمان بالقتل و الحروب و التكفير و محاربة الآخر فأصبحت أديانهم سياسية بدل أن تكون روحية و ما يحدث في الشرق الأوسط و بعض مناطق العالم خير دليل.

لذلك و في غمرة الصراعات عاد الكثيرون إلى حيث الآلهة القديمة ، حيث لا داع لأن تبرر معتقدك الديني باستخدام العلم و تتوه بين آلاف الدراسات التي قد تتناقض فيما بينها ، و لا حاجة أن تقتل أحدا كي تثبت إيمانك أو تكفر غيرك و حيث لا يوجد أحد يفرض عليك أن تؤمن بأي شيء ، حيث المرأة ليست أقل من الرجل.

عالمنا أصبح غير متسامح مع الأم الطبيعة ، نسب التلوث و الأذى تهدد حياة الكثيرين ، لذلك عاد الكثيرون إلى الأديان الوثنية التي تقدس الطبيعة و تدعو إلى حمايتها و الحفاظ عليها و التعايش معها.

الدراسات الأخيرة أظهرت أن الوثنية و ليس الإسلام هي الديانة الأكثر انتشارا في العالم.

هذه المدونة تهدف إلى إحياء هذا الطريق المليء بالحب و الخير و تقديس الطبيعة لدى المتحدثين باللغة العربية على أمل أن يعم السلام و الخير كل العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق