الاثنين، 26 مارس 2018

الأديان الوثنية الأولية و الجديدة

الأديان الوثنية تقسم (بشكل عام) إلى أديان أولية و هي أديان الشعوب الأولى و أديان وثنية جديدة و هي أديان انبثقت في العصر الحالي تهدف إلى التقارب مع الطبيعة

يوجد بين هذين القسمين اختلافات رئيسية ، لكن الاختلاف ليس خلافا ، فأفراد المجتمع الوثني متفقون على حرية و صحة كل معتقداتهم ، و هذا المقال سيتناول الفروقات بين هذين القسمين.




الأديان الوثنية الأولية

إطلاق كلمة "دين" على هذا القسم ليس دقيقا 100% فقديما كان الدين ممتزجا مع الحضارة ، بل كانا شيئا واحدا ، من النحت إلى الرسم و من الموسيقى إلى الرقص ، كل الفنون تأثرت بالدين و دارت في معظمها حوله ، احتفالات و أعياد الأمم القديمة كانت دينية في أغلبها ، تقديس الآلهة و تمجيدهم كان بديهيا لكل فرد في المجتمع.

الأديان الوثنية الجديدة

ظهرت في العصر الحالي و تأثر معظمها بأفكار ما يسمى "العصر الجديد - New Age" و من الأديان الأولية ، ليست أديان تخص حضارة معينة لكنها تحمل طابع الحضارة التي نشأت فيها.


و في ما يلي توضيح لبعض الفروقات بين القسمين :

الآلهة

الأديان الوثنية الجديدة :

تتيح الأديان الوثنية الجديدة كما كبيرا من المنظورات للآلهة ، فمنهم من يراها فقط كنايات عن قوى الطبيعة ، و منهم من يراها أشخاص ، منهم من يعتبر الآلهة كلهم أوجه مختلفة لإله واحد و منهم من لديه نظرة وحدوية (وحدة الوجود)
بسبب تأثير أفكار "العصر الجديد" هناك من يعتبر الآلهة عبارة عن طاقة عالية أو حتى أجزاء من أنفسنا ، و معتنقوا الأديان الوثنية الجديدة قد يمزجون عبادة آلهة من حضارات مختلفة فمثلا قد تجد من يعبد الإله بوسايدون اليوناني و الإلهة آيزس المصرية في نفس الوقت.

الأديان الوثنية الأولية :

رغم وجود استثناءات ، إلا أن النظرة العامة للآلهة هي أنهم أفراد و ليس فقط "طاقات" أو "كنايات"
كل الأديان الوثنية الأولية كانت تعددية و ليست توحيدية ، و معتنقوها يعبدون آلهة الحضارة ، بمعنى أنهم يراعون النسق الحضاري للدين فلا يمزجون عبادة آلهة من حضارات مختلفة ، و السبب هو أن معظم معتنقي هذه الأديان يؤمنون بأن الآلهة هي نفسها لدى مختلف الحضارات و لكن بأسماء و قصص مختلفة ، فلا داعي للمزج غير المحافظ برأيهم.

السحر

الأديان الوثنية الجديدة :

السحر بالنسبة لهذا القسم يمكن أن يكون غير دينينا و لا يتعلق بالآلهة أو الأرواح ، و ينظر بالعادة له كاستخدام للطاقة (أحد تأثيرات أفكار العصر الجديد) و هناك تنوع كبير في ممارساته ، مثل استخدام العناصر الأربعة ، الشموع ، الكريستالات و غيرها...

الأديان الوثنية الأولية :

لا يمكن تفريق السحر عن الدين في هذا القسم ، فهو ذو طابع ديني و روحي بحت ، بل و يمكن أن يتمازج مع الصلاة أو الطقوس العادية ، و لا يعتبر أبدا "طاقة" ، بل له طابع مقدس أكثر ، و لكن استخدام الأعشاب و المواد الطبيعية و الشموع مظهر مألوف فيه أيضا.

الأسطورة/الميثولوجيا

الأديان الوثنية الجديدة :

بشكل عام لا تهتم هذه الأديان بالأساطير بسبب طبيعتها الانتقائية و المزج بين الأديان المختلفة ، و لكن يمكن أن يكون هناك اطلاع عليها و تعتبر في أغلب الأحيان كنايات.

الأديان الوثنية الأولية :

للأسطورة دور كبير فيها ، و رغم أن الأخذ بها ليس إجباريا إلا أن الكثيرين يستخدمونها في الممارسات الدينية.
الأساطير قد يتم الأخذ بها بشكل حرفي أو بشكل رمزي ، فهي إما أحداث وقعت بالفعل (رغم أنها قد تبدو خيالية جدا للبعض) أو أنها فقط قصة رمزية تطرح فكرة معينة ، أو كلاهما معا.

المؤسس و النصوص المقدسة

الأديان الوثنية الجديدة :

لها مؤسس و قد تتضمن نصا مقدسا و قد لا تتضمنه ، لكن المؤسس ليس شخصية عالية القدسية كنظير للأنبياء في الديانات الإبراهيمية بل ينظر له كشخص عادي.

الأديان الوثنية الأولية :

ليس لها مؤسس و لا نص مقدس
رغم أن بعضها كالهندوسية يحوي كتبا مقدسة مثل الفيدا لكن هذه الكتب ليست إجبارية بل ينظر لها غالبا أنها أعمال مفكرين و رجال روحانيين هندوسيين يمكن الأخذ بها أو تركها ، لكن للأسف في الهند تحديدا و بسبب الأوضاع السيئة التي مرت بها و رغبة فئات ذكورية معينة على الحكم أوهم البعض أنها "كتب مقدسة" إجبارية ، لكن حركات إصلاحية تحدث الآن تذكر أنها ليست إجبارية بل أعمال يمكن الأخذ بها أو تركها.


يختلف هذان القسمان في كثير من الأمور الأخرى و لكن كما ذكر أعلاه أن الاختلاف ليس خلافا ، كما أن ما تم ذكره من اختلافات هو النظرة الغالبة لكل قسم لكن قد تجد استثناءات لكل ما ذكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق