الأحد، 10 يونيو 2018

عجلة السنة في الديانات الوثنية الجديدة


في الديانات الوثنية الجديدة ، عجلة السنة (Cycle of Year أو Wheel of Year) تمثل الأعياد الثمانية المقدسة لدى الوثنيين الجدد ، و هي أعياد مرتبطة بالطبيعة و الفصول و الأرض.


إن الاحتفال بهذه الأعياد جديد و ليس مأخوذاً من أي حضارة محددة بل هو تجميع لعدد من الاحتفالات التي كانت معروفة لدى وثنيي أوروبا القدماء و خاصة الكلتيين و الچاليين ، فقد نجد حضارة قديمة احتفلت ببعضهم و أخرى احتفلت بالبعض الآخر لكن الاحتفال بالثمانية معاً نشأ لدى الديانات الوثنية الجديدة مثل الويكا و بعض الوثنيين الانتقائيين ، و تهدف الاحتفالات هذه إلى التناغم مع الطبيعة و تمجيد الآلهة و الأرواح و هو وقت لممارسة السحر و الطقوس الروحية ، و يأخذ الاحتفال بها أشكالاً مختلفة اعتماداً على التقليد الوثني المتبع.

و هذه الأعياد الثمانية تقسم إلى الانقلابان الصيفي و الشتوي و الاعتدالان الربيعي و الخريفي و الأيام الأربعة التي توجد بينهم حيث يحدث تغير بين كل فصل و آخر.

و الأعياد هي :

1- يول (Yule) : الانقلاب الشتوي ، 21/22 كانون الأول

في يول نشهد أطول ليلة في السنة حيث تكون الظلمة في أقصاها و بعدها يبدأ النهار بأن يطول و هذا ما يسمى لدى الوثنيين الجدد بإعادة ولادة الإله (الذي يتمثل في هذه الحالة بالشمس ، إن إعادة الولادة تعني أنه يمر بمراحل الطفول و النضوج و البلوغ و الهرم  ثم تعاد العجلةو ليس الموت و الولادة و لهذا تسمى الأعياد بعجلة السنة) فمنذ انتهاء الليلة الأطوال يستمر نموه ليغمر نوره العالم شيئا فشيئا "حيث كل ما هو خفي سيبدأ بالظهور" ، هذا وقت تسكن فيه الحياة و يعم السلام الخلائق و تحتضن الأرض سبات الكائنات و تستقبل الأمطار و تخزنها لبدء عملية الخلق لاحقاً ، لدى يول و باقي الأعياد العديد من الأساطير مثل أسطورة الملك المقدس و ملك البلوط (The Holy King and The Oak King)

2- إيمبولك (Imbolc) : في 2 شباط

يستمر الإله بالنمو و تعد الإلهة بالتجديد ، فما احتضنته في يول سيدخل طور الخلق قريبا ، هو وقت للإنعاش حيث تستعد الخلائق لبدء نشاطها من جديد و يزداد الدفء شيئا فشيئا في هذه المرحلة حتى يجد طريقه إلى الربيع ، إن معنى اسم إيمبولك هو (ذاك الذي في البطن) و ترمز التسمية إلى الخيرات التي احتضنتها الأرض ، كذلك فإن هذا العيد مرتبط بالإلهة القديمة Brighid الكلتية.


3- أوستارا (Ostara) : الاعتدال الربيعي ، 21/22 آذار

وصل الإله مرحلة النضوج التام و تساوى الليل بالنهار ، و بدأت الإلهة مرحلة الخلق معلنة جيلاً جديداً من الحياة ، فما شهده إيمبولك من بدء تكاثر الكثير من الكائنات يعطي نتائجه في أوستارا ، فالتكاثر أصبح خلقاً و جيلاً جديداً يسكن الأرض ، إن اسم هذا العيد مأخوذ من اسم الإلهة الألمانية أوستارا التي كانت مرتبطة بفصل الربيع ، لاحقاً أنشأ المسيحيون عيدهم Easter من Ēoster أو Ostara الذي هو عيد وثني أساساً.

4- بيلتين (Beltane) : في 30 نيسان و 1 أيار

وصل الإله مرحلة البلوغ و كذلك الإلهة و في هذه المرحلة يقع الإله في حب الإلهة و يجمعهما الرباط المقدس الذي يرمز للزواج ، الخصوبة وصلت أعلى درجاتها في الأرض و الحياة تتجه نحو البلوغ التام الذي سيحدث صيفاً.

5- ليثا (Litha) : الانقلاب الصيفي ، 21/22 حزيران

وصل بلوغ الإله و الإلهة الذي بدأ في بيلتين أقصى درجاته ، و الأرض تشهد أطول نهار فيها الذي لن يلبث أن يبدأ بالتناقص تدريجياً و ملك البلوط سلم مملكته للملك المقدس شقيقه التوأم ، الإلهة الآن في مرحلة الحمل و الإله في أقصى درجات خصوبته و بعد هذه المرحلة التي ستستمر حتى انتهاء لاماس سيمر كلاهما بمرحلة من الراحة و الهرم في النصف الثاني من عجلة السنة.


6- لاماس (Lammas) : في 1 آب

في هذه المرحلة الإلهة قد وضعت حملها و هذا ما يرمز للحصاد الأول الذي يقوم به الناس فلاماس هو عيد الحصاد الأول في حين مابون هو عيد الحصاد الثاني و ساوين هو عيد الحصاد الثالث ، في لاماس يحتفل الناس بالإله الذي يتمثل بالشمس فهو الآن ملك النور الذي يسكن الأعالي و منذ انتهاء لاماس (أي عند بداية مابون) سيمر الإله و الإلهة بمرحلة الهرم و الراحة التي ستؤثر على كل الخلائق.

7- مابون (Mabon) : الاعتدال الخريفي ، 21 إلى 23 أيلول

يتساوى الليل و النهار في مابون من جديد ، لكن هذه المرة ينحسر النور على حساب الظلمة و الشمس تخفت شيئا فشيئاً ، هذا وقت الحصاد الثاني ، الإله و الإلهة في مرحلة الراحة و الهرم ، منذ انتهاء مابون سيطول الليل و يقصر النهار في إشارة إلى راحة الخلائق و الانتهاء من عملية الخلق.

8- ساوين (Samhain) : في 31 تشرين الأول

انتهت عملية الخلق تماماً ، الإلهة أصبحت عجوزاً تماماً و الإله الآن سيدخل في عملية إعادة الولادة التي ستبدأ في يول من جديد ، معلنةً بدأ عجلة جديدة ، هذ وقت الحصاد الثالث و الأخير ، كذلك فإن البذور ستزرع من جديد في باطن الأرض التي ستحتضنها لكي تبدأ كما الإله في الولادة من جديد في العجلة الجديدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق