الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

المذاهب و النظرات الوثنية للآلهة


تختلف النظرة الوثنية للآلهة من شخص لآخر في
مجال شديد الانفتاح يفسح لكثير من المعتنقين المقدرة أن يجدوا مكانهم المناسب فيها ، إن هذا الانتفتاح يجعل الديانات الوثنية غير متزمتة و غير متعصبة تجاه الآراء الفردية و قد يصعب إحصاء كامل النظرات الوثنية للآلهة لكن فيما يلي أشهرها (ملاحظة ترجمة المصطلحات للعربية قد تبدو ركيكة جداً و السبب عدم وجود ترجمات عربية مختصة بعد لها و يجب التنويه أيضاً أن هناك من يتبنى أكثر من نظرة معاً) :

1- التعددية - Polytheism : و تعني حرفياً "تعدد الآلهة" و هي النظرة إلى العالم أنه مليء بالآلهة و ليس فقط إله واحد و تقسم إلى قسمين :

أ- تعددية قاسية - Hard Polytheism : و هي أحد أكثر النظرات شيوعاً بين الوثنيين و ربما أكثرها قِدماً , هذه النظرة تعني أن الآلهة كائنات فردية واعية مستقلة لها كيان حقيقي و شخصية.

ب- تعددية لينة - Soft Polytheism : و تعني أن الآلهة عبارة عن كنايات و مفاهيم و ليسوا كائنات فردية (باختصار كنايات و ليس كيانات).

الديانات الشهيرة بالنظرة التعددية و خاصة القاسية هي الديانات الوثنية القديمة مثل الديانة العربية و الكنعانية و اليونانية...
هناك أيضاً ما يجب التنويه له و هو ما يعرف بالتماثل و هو محط اختلاف آراء كذلك في النظرة التعددية و خاصة القاسية فمنهم من يرى أن الآلهة المتماثلة في الأدوار هي نفسها لكن بأسماء مختلفة مع الاحتفاظ بفكرة أنها كائنات مستقلة مثلاً الإله بعل حدد هو نفسه الإله زوس , و هناك من يرفض هذه الفكرة.

2- المثنوية - Dualism : و تعني وجود إلهين , في أغلب الأحيان إله و إلهة و أن كل الآلهة الأخرى هي صور عنهما أو تجليات لهما , مثلاً الآلهة ود , بعل حدد , زوس , أودين.. هم عبارة عن صور عن الإله الذكري و أن الإلهات مناة , عشتار , أثينا , سكادي... هم عبارة عن صور عن الإلهة الأنثوية.

تختلف المثنوية عن التعددية اللينة بأن التعددية اللينة تنظر للآلهة كمفاهيم أو كنايات بدلاً من كيانات و لا تردهم إلى إله و إلهة , أما المثنوية تنظر للآلهة أنهم كيانات منفردة لكنهم فقط تجليات للإله و الإلهة و ليسوا مستقلين , بينما التعددية القاسية لا تعتبر أبداً أن الآلهة صور عن إله و إلهة أو أنهم فقط كنايات بل هم كائنات مستقلة تماماً.

في المثنوية هناك نظرة أخرى أقل شيوعاً بوجود إله خيّر و آخر شرير.

الديانة الأشهر بالمثنوية هي الويكا.

3- الواحدية/الأحادية - Monism : هي النظرة بأن كل شيء في الوجود مرده إلى كائن واحد (المقدس) الذي قد يكون كناية أو كيان ، في بعض أشكالها تتشابه جداً مع وحدة الوجود
أو أن الآلهة ذكوراً و إناثاً هي صور لإله واحد في الغالب بلا جنس على عكس المثنوية التي تردهم لإلهين 

أشهر الديانات التي يمكن أن نجد هذه النظرة بها هي الديانة الهندوسية في بعض مدارسها (و ليس كلها , فالبعض يتبع النظرة التعددية القاسية).

4- الهينوثية - Henotheism : هي الاعتراف بعدد كثير من الآلهة لكن عبادة واحد منهم فقط , أي أن الشخص أو الجماعة يعبدون إلهاً أو إلهةً واحدة لكن مع الاعتراف بوجود ألهة أخرى , هذه النظرة قد لا تكون شائعة بين الديانات , بل بين جماعات معينة و عائلات من ضمن الديانة نفسها قد كرسوا أنفسهم لعبادة إله أو إلهة معينين من ضمن البانثيوم (مجمع الآلهة).

5- الوحدوية - Pantheism : أيضاً تعرف بوحدة الوجود و هي النظرة بأن الوجود نفسه هو المقدس الأعلى و أنه موجود في كل شيء و بالتالي فكل شيء مقدس أو في حال الوحدوية التعددية , الآلهة هي كل شيء في الوجود و أننا نحن جزء منها أو جزء من المقدس و الطبيعة الأرضية و الكونية هي أمثل مكان لمعرفته (للمقدس في حال الوحدودية التوحيدية و للآلهة في الوحدوية التعددية حيث في الغالب يُنظر للآلهة ككنايات).

هذه النظرة ليست حكراً على الوثنيين لكن أصولها وثنية , و تعرف لدى المسلمين كذلك , كما يتبع هذه النظرة حتى بعض الملحدين و قد تطورت على يد سبينوزا , عبارة شهيرة من هذه النظرة هي "الكون هو الله".

6- التوحيد - Monotheism : الاعتراف بإله واحد فقط و هذه النظرة نادرة جداً بين الوثنيين لكنها قد توجد لدى بعض الوثنيين الجدد المتأثرين بالديانات الإبراهيمية أو بين الديانات الأفريقية التي ظهرت بعد دخول المسيحية إلى القارة الأفريقية مثل ديانة شعب الكيكويو في كينيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق